ومن قال : « كيف » فقد استوصفه ، ومن قال : « أين » فقد حيّزه.
عالم إذ لا معلوم ، وربّ إذ لا مربوب ، وقادر إذ لا مقدور » (١).
وهذه اللوحة من كلامه عليهالسلام صميم البحوث الكلامية التي عرضت إلى صفات الله تعالى الثبوتية والسلبية.
٧ ـ علم الطبيعة ـ الفيزياء
من العلوم التي تستند معرفتها وبرامجها إلى الإمام عليهالسلام هو علم الطبيعة الفيزياء ، وهذه بعض نظرياته :
قال عليهالسلام : « وكلّ بصير غيره يعمى عن خفيّ الألوان ولطيف الاجسام » (٢).
إنّ كثيرا من الحيوانات لا ترى الألوان ، بل ترى الصور سوداء أو بيضاء فقط ، أمّا الإنسان فإنّه يرى الألوان السبعة التي هي ألوان الطيف المرئي ، والتي تنحصر أطول موجاتها بين ( ٤ و٠ ) مكرون ( البنفسجي ) و ( ٨ و٠ ) مكرون ( الأحمر ) ، أمّا الأضواء التي تقع أطوال موجاتها خارج هذا المجال ، فإنّ الإنسان لا يراها ، ومنها الأشعة فوق البنفسجية ، والأشعة تحت الحمراء ، إذن فقدرة الإنسان البصرية محدودة.
أمّا الله تعالى فهو يرى كلّ جسم ، وكلّ لون مهما كان نوعه أو لطافته ، وقد وجد بقدرة الله تعالى أنّ النحلة تستطيع أن تميّز بين أنواع الزهور وهي تطير في أعلى السماء (٣).
__________________
(١) نهج البلاغة ـ محمّد عبده ٢ : ٥٣.
(٢) نهج البلاغة ـ محمّد عبده ١ : ١٠٨.
(٣) تصنيف نهج البلاغة : ٣١٢.