مع جيشه المتخاذلين
وأخبر الإمام عليهالسلام جيشه المتخاذل ما يجري عليهم من الذلّ والهوان من بعده قائلا :
« أما إنّكم ستلقون بعدي ذلاّ شاملا ، وسيفا قاطعا ، وأثرة يتّخذها الظّالمون فيكم سنّة ، فيفرّق جماعتكم ، ويبكي عيونكم ، ويدخل الفقر بيوتكم ، وتتمنّون عن قليل أنّكم رأيتموني فنصرتموني فستعلمون حقّ ما أقول لكم ، ولا يبعد الله إلاّ من ظلم وأثم » (١).
وتحقّق ما أنبأ به الإمام عليهالسلام جيشه الذي أعلن عليه العصيان ، فقد ألبسهم الله ذلاّ شاملا وسلّط عليهم أرجاس البشرية من الأمويّين فجهدوا في ظلمهم وإذلالهم ، وأخذوا البريء منهم بالسقيم ، والمقبل بالمدبر ، وقتلوا منهم على الظنّة والتهمة ، وقد ندم أهل الكوفة بعد أن آل الحكم إلى معاوية كأشدّ ما يكون الندم على خذلانهم للإمام ، وتمنّوا وجوده لينصروه ويحموه.
__________________
(١) نهج البلاغة : ٩٢ ، الخطبة ٥٨.