[٢٩٦] وفي الأخبار : «إن السموات والأرض في جنب الكرسي ، كحلقة في فلاة ، والكرسي في جنب العرش ، كحلقة [ملقاة](١) في فلاة».
ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن السموات السبع والأرضين السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس ، وقال عليّ ومقاتل (١) : كل قائمة من [قوائم](٢) الكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع ، وهو بين يدي العرش ، ويحمل الكرسي أربعة أملاك ، لكل ملك أربعة وجوه ، وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام. ملك على صورة سيد البشر آدم عليهالسلام ، وهو يسأل للآدميين الرزق من السنة إلى السنة ، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور ، وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة ، وعلى وجهه غضاضة (٢) منذ عبد العجل ، وملك على صورة سيد السباع ، وهو الأسد يسأل [الله الرزق] للسباع من السنة إلى السنة. وملك على صورة سيد الطير ، وهو النسر يسأل [الله] الرزق للطير من السنة إلى السنة. وفي بعض الأخبار : أن ما بين حملة العرش وحملة الكرسي سبعين حجابا من ظلمة وسبعين حجابا من نور ، غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ، ولو لا ذلك لاحترقت حملة الكرسي من نور حملة العرش. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس
__________________
(١) انظر ما تقدم
[٢٩٦] ـ يشبه الحسن. ورد مرفوعا من وجوه فقد أخرجه الطبري ٥٧٩٥ وأبو الشيخ في «العظمة» ٢٢٢ كلاهما عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه مرسلا ، ومع إرساله ، فإن ابن زيد واه. قاله الذهبي في «العلو» (ص ٩١) ا ه.
ـ وقد أخرجه ابن حبان ٣٦١ وأبو نعيم في «الحلية» (١ / ١٦٦) وأبو الشيخ في «العظمة» ٢٦١ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ٨٦٢ من طريق إبراهيم بن هشام الغساني بسنده عن أبي ذر ، والغساني هذا ضعيف جدا ، وقال الذهبي : متروك. وكذبه أبو حاتم وأبو زرعة.
ـ لكن تابعه يحيى بن سعيد القرشي السعدي عند ابن عدي (٧ / ٢٦٩٩) وأبي الشيخ في «العظمة» ٢٠٨ وأبي نعيم (١ / ١٦٨) والطبراني ٥٧٩٥ والبيهقي (٩ / ٤) وفي «الأسماء والصفات» ٨٦١ من حديث أبي ذر ، ويحيى القرشي هذا ضعيف ، جرحه ابن حبان وقال ابن عدي : هذا حديث منكر من هذا الطريق.
ـ وأخرجه أبو الشيخ في «العظمة» ٢٥٤ من إسماعيل بن عياش بسنده عن أبي ذر به ، وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، وشيخه هاهنا حجازي ، وفي الإسناد انقطاع.
ـ وأخرجه ابن أبي شيبة في «العرش» ٥٨ من وجه آخر من حديث أبي ذر ، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم هو المكي ، وهو ضعيف.
وتابعه عليه القاسم بن محمد المصري عند ابن مردويه كما في «تفسير ابن كثير» (١ / ٣١٧) والقاسم ضعيف.
وانظر مزيد الكلام عليه في «تفسير ابن كثير» بتخريجي.
ـ وصححه الألباني في «الصحيحة» ١٠٩ لطرقه والصواب أنه لا يرقى إلى درجة الحسن ، فعامة طرقه شديدة الضعف.
تنبيه : وقع عند الألباني في «الصحيحة» (١ / ١٧٥) أن «ابن زيد» في رواية الطبري هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فوهم بذلك فإن ابن جرير يروي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو المراد عند الإطلاق في تفسيره.
(٢) لا أصل له عن علي ، وحسبه أن يكون عن مقاتل ، وهو يروي عن الإسرائيليات وهذا منها.
(٣) الغضاضة : الذلة والمنقصة.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.