ومنها : أن يدل خبر ضعيف على استحباب الجلوس في المسجد إلى طلوع الشمس مثلاً على نحو لا يفهم منه انّ الجلوس بعد ذلك مستحب أو لا. فعلى الاحتمال الأوّل يجري استصحاب بقاء الاستحباب ، وعلى الثاني لا يجري ، لأنّه مجعول بعنوان ما بلغه ثواب عليه ، وهذا مقطوع الارتفاع ، لاختصاص البلوغ بفترة ما قبل البلوغ (١).
***
هذا كلّه على ما هو المشهور من التسامح في أدلّة المستحبات والقول بانّ الفعل الذي قام عليه خبر ضعيف مثلاً يكون مستحباً.
وأمّا على المختار من أنّ مفاد أخبار من بلغ شيء غير ما ذكره المشهور ، فلا مجال للحكم بالاستحباب ولا يترتّب عليه حكم المستحبات الثابتة بالأدلّة المعتبرة.
نعم يجوز إتيانه رجاء وانقياداً لاحتمال كونه مطلوباً من مطلوبات الشارع فيترتّب عليه استحقاق الثواب كما تنطق به أخبار من بلغ.
***
__________________
(١) دروس في علم الأُصول : ٢ / ١٧٧ ـ ١٧٨ ، طبعة جماعة المدرسين.