|
عوذاً وعياذا ومعاذا : لاذ به. وكقوله في آخر مادة « حسب » : « واحتسب انتهى » ؛ و « انتهى » يتعدى بـ « عن » ـ يقال : انتهى عنه ، أي كفّ ، وهو مطاوع نهى ـ ويتعدى أيضا بـ « إلى » ، و « احتسب » يتعدى بنفسه نحو « احتسب أجرا عند الله » أي ادّخره عنده ، ويتعدى أيضا بالباء نحو « احتسب بالشيء » أي اكتفى ، و « فلان لا يحتسب به » أي لا يعتد به. وهذا النموذج كاف انتهى كلامه (١). |
ونحن وإن كنّا لا نذعن تماما بما قرّره الأستاذ الشدياق من القصور ، لأنّا لانرى اللغويين ـ وحتّى الفيروزآبادي ـ يلحظون هذه الدقة التي افترضها الاستاذ ، لأنّهم كما هو ظاهر للعيان يريدون بيان مؤدّي ومعنى الكلمة المشروحة ، فيوضحونها بما هو أوضح وأجلى وأعرف عند السامع ، أي أنّهم يلاحظون نفس المعنى المصدري دون ملاحظة الفعل الماضي ، فضلا عن ملاحظة ما يتعدى به ، لأنّ الغرض هو البيان والإيضاح والتعريف ، وما سوى ذلك لم يتقيّدوا بالتزامه.
نعم ، ربّما يكون كلامه متينا وإشكاله واردا في الأفعال ، حيث أنّهم إذا شرحوا فعلا بفعل ، تبادر إلى الذهن تعديتهما بنفس حرف التعدية ، ففي مثل ذلك ينبغي الدقة ومعادلة الفعل بفعل آخر يتعدى بمثل ما يتعدى به.
أقول : نحن وإن كنا لا نذعن بذاك ونؤيّد هذا ، نرى خلوّ معجم الطراز من هذه الإشكالية التي طرحها الأستاذ الشدياق ، فهي على دقتها الشديدة ، لا نراها جارية في كتاب ( الطراز ) إذ صنّف بدقة متناهية في هذا المجال ، حتّى خلا عن مثل هذه
__________________
(١) الجاسوس : ١٢.