ومن ذلك الطمطمانيّة من لغة حمير : كقولهم : طاب امهواء : أي طاب الهواء (١).
ومن ذلك العجعجة في لغة قضاعة ، حيث يجعلون الياء المشدّدة جيما ، يقولون في تميميّ : تميمج ؛ وقال أبو عمرو بن العلاء : قلت لرجل من بني حنظلة ممن أنت! قال فقيمجّ ، فقلت : من أيهم؟ قال : مرّجّ ، أراد فقيميّ ومرّيّ ، ولذلك اشتهر إبدال الياء جيما مطلقا في لغة فقيم (٢) .
ومن ذلك شنشنة اليمن ، تجعل الكاف شينا مطلقا ، فيقولون ( لبّيش اللهم لبّيش ) أي لبّيك اللهمّ لبّيك (٣).
وكلامنا هذا لا يعني الدفاع عن لهجة قريش والتعريض بالأخريات من أخواتها وإن كانت تلك الألفاظ شاذّة في قرائتنا ولغتنا اليوم ، فشذوذها شيء وعدم كونها فصيحة شيء آخر.
نعم ، إنّ القرآن تارة أخذ بلغة قريش ، وأخرى بلغة تميم وإن كان في الأعمّ الأغلب يأخذ بلغة قريش ، فلو أخذنا الثاء مثلا فهي عند تميم تقابل الفاء عند الحجازيّين ، فالأثاثي في لغة تميم تقابل الأثافي عند قريش ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة البقرة ( وَفُومِها ) بالفاء على لغة أهل الحجاز ، وهو الثوم عند تميم.
وهناك فروقات كثيرة أخرى بين لغتي تميم وقريش لا يسعنا حصرها بل نشير إلى بعضها إجمالاً : ـ
فمن تلك المفارقات أن قريش تفتح عين الفعل الماضي ، فتقول : زهد ، حقد ،
__________________
(١) انظر المزهر ١ : ٢٢٣ ، مقدمة التاج : ٢٣.
(٢) أمالي القالي ٢ : ٧٧.
(٣) المزهر ١ : ٢٢٢.