وهذان الرأيان لم يرتضهما السيّد المصنّف ، أمّا إنها لا واحد لها فقد ضعّفه ومرّضه بقوله « قيل » ، وذلك لأنّه ما دام هناك مفرد له متطابق مع أصول الصرف واللغة والاشتقاق ، فلا معنى للقول بان هذا الجمع لا مفرد له.
وأمّا الرأي الآخر ، وهو الرأي القائل بأنّ مفردها « سوء » على غير قياس ، فقد أعرض عنه السيّد المصنّف ولم يذكره أصلا اشعارا منه بوهنه وسقوطه ، لأنّ ورود المفرد على غير قياس للجمع في غاية الشذوذ ، ولا يصار إلى مثله مع ورود النقل بمفرد يتطابق مع الاشتقاق وأصول اللغة.
ففي مادة « طيب » من لسان العرب ، قال : الأصمعي : يقال أطعمنا من مطايبها وأطايبها ، واذكر منانتها وأنانتها ، وامرأة حسنة المعاري ، والخيل تجري على مساويها ، الواحدة مسواة ، أي على ما فيها من السوء كيفما تكون عليه من هزال أو سقوط منه. والمحاسن والمقاليد : لا يعرف لهذه واحدة. وقال الكسائي : واحد المطايب مطيب ، وواحد المعاري معرى ، وواحد المساوي مسوى (١).
وذهب الفيومي في مصباحه إلى كون مفردها « مسوأة » دون أن يذكر الرأيين الآخرين ، فقال : المساءة نقيض المسرّة ، وأصلها مسوأة على مْفْعلة ـ بفتح الميم والعين ـ ولهذا تردّ الواو في الجمع فيقال : هي المساوئ ، لكن استعمل الجمع مخففا.
وذهب إلى هذا الاشتقاق الصحيح ، المغني عن الذهاب إلى الآراء الشاذة ، الشيخ الطريحي في مجمع البحرين أيضاً.
هذا ، وفي مادة « طيب » من لسان العرب ، قال : عن السيرافي : أنه سأل بعض
__________________
(١) لسان العرب ١ : ٥٦٦ ـ ٥٦٧.