تعلّق على الهودج. وهذا الاستعمال لم يذكر في الاساس ، وذكر في القاموس وغيره « الجزاجز المذاكير » فقط ، ذكروها وقالوا أنّها مذاكير البعير ، واضعيها في قسم الحقيقة ، أي دون تنبيه على أنّها من المجاز ، ودون ذكر للعلة التي ذكرها السيّد المصنف التي جعلتها من المجاز.
* وقال في مادة « لوز » : وهي ملوّزة العينين : في شكل اللوزتين ، غير مدوّرتين. وهذا المعنى لم نعثر عليه في هذا الموضع من المعاجم المتداولة ، نعم ذكروا في مادة « مسح » قولهم : المسحاء : النجفاء التي عينها ملوّزة ، ولم يشرحوا العين الملوّزة ، ولا ذكروا ما ذكره السيّد المصنف من أنّها من المجاز تشبيها بشكل اللوزة فهي ليست مدوّرة.
* وقال في مادة « بصص » : وبصبص عندي بذنبه : أي تملّق ؛ كما يبصبص الكلب طمعا.
وقد اقتصر في الصحاح واللسان والقاموس والتاج وغيرها على قولهم التبصبص التملّق ، وتبصبص : تملّق.
وأما الزمخشري في الاساس فانه ذكر العلّة المصحّحه له ، فقال : وبصبص عندي بذنبه إذا تملّق. وسكت عن ذكر العلّة ، فذكرها السيّد المدني موضحا أنّ ذلك مأخوذ من بصبصة الكلب بذنبه عند الطمع أو الخوف.
وبعد كل ما ذكرنا من ميزات الطراز الأول في اللغة العامة والمجاز ، يظهر واضحا أثر السيّد المصنف في اغناء اللغة العربية وذكر مفرداتها واستعمالاتها ، الحقيقية والمجازية ، كما يتضح أثره ودقته في تطوير العمل المعجمي للّغة العربية ، وهو بنفس الوقت يدلنا بما لا يقبل الشك على أنّ اللغة العربية بحر لا يدرك ساحله فضلا عن عمقه وعبابه ، وعلى أنّ الحاجة ما زالت قائمة للقيام بعمل معجمي ضخم