بن حرب ، وإلى ذلك ذهب الصاغاني في مادة « فرأ » من عبابه.
هذا مع انّ ابن منظور صرّح في مادة « جلهم » بأنه أبو سفيان بن الحارث ، قال : وهو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب (٧).
هذا ، وفي حياة الحيوان للدميري : قاله النبي لأبي سفيان بن الحارث ، وقيل لأبي سفيان بن حرب ، كذا قاله أبو عمر بن عبد البر وقال السهيلي : الصحيح أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قاله لابن حرب يتألفه به ... وقال في كلامه على فتح مكة : الأصح أن النبيّ قاله لأبي سفيان بن الحارث ، وكان رضيع النبيّ (٨) ...
وقال ابن عبد البر : وقال ابن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر أن قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « كل الصيد في جوف الفرا » انه أبو سفيان بن الحارث ابن عمه. وقد قيل أنّ ذلك كان منه صلىاللهعليهوآلهوسلم في أبي سفيان بن حرب وهو الأكثر ، والله اعلم (٩).
فها هم غالبا ما يذكرون أنّه « أبو سفيان » مطلقين ذلك ، ومعه ينصرف إلى أبي سفيان بن حرب ، وإذا ما أرادوا إيضاح المراد من أبي سفيان نقلوا ـ الا ابن منظور في « جلهم » ـ الرأيين دون ترجيح ، والمهم هنا هو أنّ السيّد المدني لم يغفل مثل هذه الالتفاتة والنكتة الطريفة ، بل حقّق المراد من « أبي سفيان » وذكره بضرس قاطع ، ووهّم من ذهب إلى أنّه أبو سفيان بن حرب.
والميزة المهمة في « المثل » عند السيّد المصنف هو أنّه يعدّ ما فيه ملاك المثل مثلا وإن لم يذكره غيره في الأمثال ، فامتاز بذلك على كتب اللغة والأمثال معا.
__________________
(٧) لسان العرب ١٢ : ١٠٤.
(٨) حياة الحيوان الكبرى ٢ : ١٤٨.
(٩) الاستيعاب بهامش الاصابة ٤ : ٨٥.