وهذا بهتان وفحش عظيم ، لأنّ التقاءهما في نقطة أو نقاط لا يعني أنّه سرق من الاول ، ولو صح هذا الكلام لكان الأزهري سارقا لكتاب العين.
وقد استدرك بعض الأعلام على الصحاح ، ونقده آخرون كالهروي ( ت ٤٣٣ ) وياقوت الموصلي ( ت ٦١٨ ) وابن القطّاع ( ت ٥١٥ ) وابن برّي ( ت ٥٨٢ ) والصغاني ـ الصاغاني ( ت ٦٥٠ ) ، والقفطي والبطليوسي ( ت ٦٤٢ ) ، وابن الحاج الأشبيلي ( ت ٦٥١ ) والتبريزي ( ت ٥٠٢ ) والشاطبي ( ت ٦٨٤ ) ، والصفدي ( ت ٧٦٤ ) والسيوطي ( ت ٩١١ ) ، والقرافي ( ت ١٠٠٨ ) ، والقرشي ( كان حيا ٦٨١ ) وابن الخواري ( وكان حيا ٥٨٠ ) والفيروزابادي ( ت ٨١٦ ) ، وابن الصائغ ، والشريف والقرماني ، والقارضي ، والهمداني والاويسي والتنوخي ( ت ٧٢٣ ) وغيرهم.
وقد كان ابن بري والصغاني هما أشهر من استدرك على الصحاح ، لأنّ الصغاني ألّف كتابه ( التكلمة والذيل والصلة ) ليستدرك على الجوهري ما فاته من مواد اللغة في صحاحه ، أو ما وقع فيه من وهم أو خطأ ؛ لقوله :
|
( هذا كتاب جمعت فيه ما أهمله أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري رحمهالله في كتابه ، وذيّلت عليه وسميّته كتاب التكملة والذيل والصلة ، غير مدع استيفاء ما أهمله واستيعاب ما أغفله ) ... |
وقد استقى الصاغاني كتابه هذا من نحو ألف كتاب في غريب الحديث واللغة والنحو والصرف ، إذ قال في آخر كتاب التكملة :
|
( فمن رابه شيء ممّا في هذا الكتاب فلا يتسارع إلى القدح والتزييف ، والنسبة إلى التصحيف والتحريف ، حتّى يعاود الأصول الّتي استخرجت منها ، والمآخذ الّتي أخذت على تلك الأصول ، وإنها تربي على ألف مصدر من كتب غريب الحديث : كغريب أبي |