نقول بهذا ونحن نرى أنّ أخذ الشيعيّ بكتاب السنيّ دليل على سعة صدره واحتوائه للطائفية وعدم تعصّبه واكتفائه بجهود من سبقه من أعلام طائفته مع ما لهم من مصنّفات كثيرة في أغلب العلوم.
ومن المؤسف أن نرى هؤلاء الأخوة يحملون عمل اخوانهم من الشيعة على الضعف والتواني لا على سعة الصدر وقدرة الاحتواء وتجاوزهم لأطر الطائفية والعصبية.
نعم ، إنّ الشيعيّ لو أخذ فقهه وحديثه وأصوله ورجاله ـ وغيرها من العلوم الاستقلالية ـ من أهل السنة والجماعة لصار عيالا عليهم ، ولما كان له ما لهم من أصول الفكر وقواعد الاستنباط.
هذا ، وإنّا وإن كنا نعلم بمغالطة المستشكل ـ كاتب المقال ـ وسقم دعواه ، لكنّ هذه الإثارة دعتنا للتنقيب عن أثر خالد لأحد علمائنا الأبرار ـ لم يطبع بعد ـ كي يكون جوابا لمثل هذه الترّهات التي تثار بين الحين والآخر والفينة والأخرى وتشغل حيزا من أفكارنا وجهودنا.
وفي صيف عام ١٤١٤ ه وحين بحثنا عن نفائس تراثنا الإسلامي المغمور ، وقع نظرنا على كتاب ( الطراز الأوّل ) للسيّد علي خان المدني ، فتصفحته على عجل فأعجبني أسلوبه ، وطريقة عرضه ، وترتيبه للمادة ، وعطفه للمعاني الموجودة فيها ، مع فصله للمجاز عن الحقيقة ، مع ذكره لغريب القرآن الكريم ، والسنة المطهرة والمأثور عن الصحابة وأهل البيت عليهمالسلام ، ثمّ ذكره للمصطلح والمثل العربي ، كل ذلك بتحقيقات رشيقة وبحوث أنيقة ، وكان حقا وكما قال الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة :
|
« من أحسن ما كتب في اللغة ، لكنّه لم يتجاوز النصف من حرف الصاد |