والكلمة العربية تشتمل على مادة وهيئة ، فالمادة ك ( ض ر ب ) الدالّة على الضرب ، وأمّا الهيئة ـ التي تسمّى بالبناء أو الوزن أو الصيغة ـ فيلحظ فيها الحروف الأصلية والزائدة ( كسامع ، ضارب ، شارب ، مشروب ، مضروب ، مقتول ، ... ).
وبالاشتقاق تتحدّد الكلمة من حيث المادة والمعنى ، وما مهمّة بحث الأبنية أو الصرف إلاّ تحديد الشكل أو البناء الذي يكسب معنى زائدا يضاف إلى المعنى العام فيخصصه ويحدده.
إنّ اللغة العربية تمتاز عن غيرها بكثرة المفردات ، والاتساع في الاستعارة والتمثيل ، وقلب الحروف ، والتمييز بين الفاعل والمفعول ، وبين التعجب والاستفهام ، والنعت والتأكيد ، وتعويض كلمة مكان كلمة ـ كإقامة المصدر مقام فعل الأمر ، والفاعل مقام المصدر ـ أو التقديم والتأخير كما هو الحال في تقديم الخبر على المبتدأ ، والمفعول على الفاعل.
وهو ما يوضح أن اللغة العربية واسعة جدّا وتتألف من أصل ومزيد ، وهذه الزيادة على الحروف ، إمّا أن تقع في أوّل الكلمة ، أو وسطها ، أو آخرها ، وقد تكون هذه الزيادة من الحروف الصوتيّة أو الهوائية ( مد ) و ...
وقد استقصى علماء اللغة ، الحروف الزائدة في الكلام العربي فوجدوها لا تخرج عن عشرة حروف جمعوها في قولهم ( سألتمونيها ) ، وإذا أضفنا الحركات الثلاث وعددناها حروف مدّ قصيرة ، كان مجموعها ثلاثة عشر ، هي سبب تنوّع الألفاظ المشتقّة من مادة واحدة.
والكلمة المؤلفة من الحروف الأصلية ، إمّا ثنائية ، أو ثلاثية ، أو رباعية ، أو خماسية ، وإن كان البعض قد ردّ الألفاظ المؤلفة من أربعة حروف أو أكثر إلى الثلاثي بطريق الاشتقاق أو النحت!!