|
ممن صنف وألف ، وكلّف نفسه من كلفة الإفادة ما كلّف ، ما زاد على أن ملأ المزاد ، بما وجد ورأى ، وأكتب ونأى ، ولم يدر أخطا أم أصاب ، وجنى الشهد أم الصاب؟ فهو حاطب ليل ، وخاطب ويب وويل ». |
وهذا المنهج النقدي لم يكن بدعا من السيد المصنف ، بل كان وما زال محط انظار المحققين من اللغويين الذين لا يذعنون لكلّ منقول بسهولة إلاّ بعد التحقيق والتثبت من النقل وصحته ، خصوصا بعد تطاول الأزمان وترامي الأقطار ، واختلاف النسخ اليوم بشكل أكثر بكثير من السابق ، حتّى أنّ الخليل وهو إمام اللغة ومؤسس معجمها لم يسلم من النقد والتغليط ، وقل مثل ذلك في ابن دريد وغيره من أئمّة اللغة وأساطينها ، وهذا يعني أنّ الحقيقة هي الهدف لا التقديس ، وأنّ ضبط اللغة العربية والحفاظ على سلامتها هو الهدف المنشود.
ومن هنا كان السيّد المصنف ممن واصلوا هذا الطريق لكن بعناية كبيرة قد لا توجد في معجم آخر ، فإنّه حاول أن يوضح كل ما فيه اختلاف ، والتنبيه على ما وقع لهم من أغلاط واوهام وتصحيفات وتحريفات كما سعى إلى إثبات الفصيح ، والتنبيه على المولّد وعلى أغلاط العامّة ، على أنّه وبلا ريب صبّ اهتمامه الأوّل على بيان أغلاط الفيروزآبادي بالذات كما سيأتيك إيضاح ذلك ، ولكنّه لم يقتصر على أغلاطه ، بل غلّط حتّى الجوهري وغيره من أئمّة اللغة ، مما يدلّ على أنّه كان جادّا في تطبيق منهجه النقدي بعد تطبيق منهجه الاستدراكي.
وبمرور سريع على سير تغليطات وتخطئات من لحق لمن سبق يتبين لنا أهمية هذا المنهج في تهذيب اللغة وصقلها وتنقيتها وإيصالها إلى الأجيال بافضل شكل ممكن ، خال عن الشوائب :