بأسلوب جاف وعبارة جامدة ، فلذلك كتبوا له الشروح والتعليقات والحواشي وحاروا في فكّ غوامضه.
فقد كتب الزّبيدي ( ت ١٢٠٥ ) « تاج العروس من جواهر القاموس » وهو شرح للقاموس ، وكتب محمد ابن طيب الفاسي ( ت ١١٧٠ ) « إضاءة الراموس » في شرحه أيضا ، والف أحمد عاصم بن جناني العينتابي الرومي ( ت ١٢٣٥ ) « الاقيانوس في شرح وترجمة القاموس » هذا إلى غيرها من الشروح التي ليس هنا محل ذكرها.
فإنّ المعجم اللغوي يراد منه إيصال اللغة إلى أكبر عدد من طالبيها ، فهو في الواقع ينبغي له أن يكون موصلا للّغة ، قريب التناول. شارحا لمفرداتها واستعمالاتها وغوامضها ، لا أنّه يحتاج إلى شرح وإيضاح وتبيين ، وإلاّ لقلّت فائدته ، وانحصرت بطبقة خاصة من خبراء اللغة والمختصين بها كما هو الواقع اليوم.
ولهذا الذي قلناه اضطر البعض أن يشرح مغلقه ، فالّف محمد بن يحيى القرافي « القول المأنوس بشرح مغلق القاموس » ، وألّف علي بن أحمد الهيتي ( الذي كان حيّا سنة ١٠٥٢ ه ) « مختصر القاموس » وحل فيه رموز القاموس ، ووضع جم غفير من اللغويين عليه حواشي وتعليقات وإيضاحات.
وعلى كل حال ، فإن ما يهمنا الآن هو أنّ الفيروزآبادي تحامل على الجوهري تحاملا غريبا ، وحاول بكل حيلة توهيمه وتغليطه حتّى فيما كان الجوهري هو المصيب فيه ، فوقع المجد الفيروزآبادي نفسه في كثير مما وهّم فيه الجوهري ، فما وهمّ فيه الجوهريّ مدخول عليه وقد سبقه غيره إليه كما صرح السيّد المصنف بذلك في خطبة كتابه.
ومن هنا ألّف علماء اللغة ونحاريرها الكتب والرسائل والدراسات في المقارنة والموازنة بين الصحاح والقاموس ، واستنصر كثير منهم للجوهري وردوا