ومن الشروط أيضا : احتياج العهد إلى اللفظ على الأقرب ، كما صرح بذلك غير واحد من علمائنا کالشهيد الأول في اللمعة وغيره ، وعلی کل حال ، سواء المبني على احتياجه إلى اللفظ أم لا ، فالعهد بين الإنسان وربه كأن يقول : (عاهدت الله على أن لا أترك زيارة عاشوراء) أو : (علي عهد الله أن لا أترك زيارة عاشوراء) مثلا.
فبعد ذلك :
ماذا يريد الإمام (ع) حينما قال لصفوان (تعاهد هذه الزيارة)؟ فعلی أقل التقادير لن يكون المعنى بأقل من المعنى اللغوي لها ، وإلا فشمول التوجيه للمعنيين غير بعيد ، وعليه فإن الإمام يأمرنا بأن نلتزم بهذه الزيارة بل ونعاهد أنفسنا مع الله سبحانه بأن نلتزم الإتيان بما على كل حال وفي كل حين ، والله العالم.
٣ ـ قضاء جميع الحوائج :
ثلاثة مقاطع من النص المتقدم جاءت في قضاء الحوائج وهي :
الأول : (إن زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله بالغا ما بلغت ولا يخيبه).
الثاني : (قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا ما بلغ وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا وأقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته).
الثالث : (وسل ربك حاجتك تأتك من الله والله غير مخلف وعده ورسوله (ص) منه والحمد لله).
وهذه المقاطع الثلاثة ، لو أردنا البحث عن مغازي مقطع واحد منها لخرجنا عن ما رسمنا له في هذا الكتاب. ولكن يمكن ذکر موجز عن بعض ذلك :