إن المقاطع الثلاثة تشترك في صيغة الإطلاق في اللفظ كما في الأول (وحاجته مقضية) وفي الثاني (بقضاء حاجته) وفي الثالث (حاجتك تأتيك). ولا ريب بأن ذكر العام بعد الخاص من الأوجه البلاغية والجمال البلاغي فإن وصول السلام والشفاعة وغيرها ، هي من الحوائج بصورة عامة ولكن الإمام (ع) ذكر العام بعد الخاص بلا شك لأمور عديدة والتي منها ـ والله العالم ـ الوجه البلاغي في الحديث فهم سادات المتكلمين والمتحدثين.
وكيف كان .. فإن الإطلاق في الجمل الثلاث تفيد قضاء جميع الحوائج ب لا استثناء وإن قوله (ع) : (بالغ ما بلغ) يؤكد ذلك.
٤ ـ تأكيد قضاء جميع الحوائج من الله سبحانه وتعالى :
إن الضمان المذكور في النص المتقدم والذي في ختام سلسلة الضمان يأتي الضمان من الباري جل وعلا.
فيحتار المرء في الإجابة على : لماذا كل ذلك؟
وربما يصح لو قلنا إن خصوص النص المذكور من أبرز ما أراد إيصاله والتأكيد عليه هو أن هذه الزيارة بهذا الشكل فيها قضاء جميع الحوائج ، فيؤكد (ع) تارة بالإطلاق وأخرى بذكر بعض الخصوصيات من العام ، وتارة أن ذلك علي (فإني ضامن على الله) وأخرى أن هذا الضمان من جميع آبائه الطاهرين إلى الله سبحانه وتعالى.
فالمراد منا بعد ذلك أن نلتزم هذه الزيارة ونسأل حوائجنا من الله س بحانه ونتقرب إليه بقراءة هذه الزيارة الشريفة.
٥ ـ الفزع إلى الله بهذه الزيارة :
قال الإمام الصادق (ع) : ياصفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت ...)