تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ...) [يونس : ٣٩] بمعنى : وقوع المخبر به.
ومن آيات سورة يوسف (١) أريد بها : نفس مدلول الرؤيا.
ومن آيتي سورة الكهف (٢) بمعنى بيان حقيقة الأعمال الّتي عملها العبد الصالح ، وليس تأويل الأقوال (٣).
التأويل اصطلاحا :
التأويل عند السلف له معنيان :
أحدهما : تفسير الكلام وبيان معناه ، وبذلك يكون التأويل والتفسير مترادفين ، وهذا ما يعنيه «ابن جرير الطبري» في تفسيره ؛ حين يقول : «القول في تأويل قوله تعالى ...» وكذا قوله : «اختلف أهل التأويل في هذه الآية ...». فالتفسير والتأويل كلاهما بمعنى.
ثانيهما : هو نفس المراد بالكلام ؛ فإن كان الكلام طلبا ، كان تأويله نفس الفعل المطلوب ، وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به وعليه :
فالتأويل هنا نفس الأمور الموجودة في الخارج ، سواء كانت ماضية أم مستقبلة ، فإذا قيل : طلعت الشّمس ، فتأويل هذا هو نفس طلوعها ، وهذا في نظر «ابن تيميّة» هو لغة القرآن التي نزل بها ؛ وعلى هذا فيمكن إرجاع كلّ ما جاء في القرآن من لفظ التأويل إلى هذا المعنى الثاني (٤).
أما التأويل عند المتأخّرين من الأصوليين والكلاميّين وغيرهم :
فهو : «صرف اللّفظ عن المعنى الرّاجح إلى المعنى المرجوح ؛ لدليل يقترن به» ، وهذا هو التأويل الذي يتكلّمون عليه في أصول الفقه ومسائل الخلاف (٥).
قال في «جمع الجوامع» (٦) :
__________________
(١) الآيات : ٦ ، ٣٧ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ١٠٠.
(٢) الآيتان : ٧٨ ، ٨٢.
(٣) راجع : «التفسير والمفسرون» ١ / ١٨ ، ١٩.
(٤) «التفسير والمفسرون» ١ / ١٩ (بتصرف وإيجاز)
(٥) راجع : «التفسير والمفسرون» ١ / ١٩.
(٦) ج ٢ / ٥٦ ، و «التفسير والمفسرون» ١ / ٢٠.