والنواهي للمصالح والمفاسد ـ جهتان من الظلم فكان العقاب المنبعث منها منبعثا من الجهتين.
وأمّا التجرّي وكذلك المعصية الحقيقيّة ـ على القول بعدم التبعيّة ـ ففيه جهة واحدة ، هي جهة الهتك ، ومع ذلك ربما يكون عقاب هذا أشدّ من عقاب الأوّل ، كعقاب من سلّ السيف على المولى وأرعبه وهدّده بالقتل إذا قيس إلى عقاب مرتكب صغيرة من الصغائر.
بل لا يبعد صحّة عقاب من أضمر السوء على المولى ، وإن لم يجر على منواله خارجا ولا أوجد مقدّمة من مقدّماته. ويشهد له الأخبار المتقدّمة (١) الدالّة على العفو مع ثبوت الاستحقاق.
__________________
(١) قد مرّ تخريجها في ص ٢١٩.