ويُعدّ هذا الحديث من جملة الأدلّة على إثبات عصمتها عليهاالسلام، مضافاً إلى آية التطهير التي تدلّ على عصمتها وحجّيتها على الخلق، حيث أنّ غضب فاطمة ورضاها تدلّان على الرضا والغضب الإلهيّين وهذا يعني أنّ غضب فاطمة ورضاها فرع غضب الله تعالى ورضاه، ومتى ما كان الأمر كذلك فإنّنا نستكشف بالدليل الإنّي عصمتَها عليهاالسلام، لأنّ الرضا والغضب الصادرين من شخص، لا يكون رضا وغضباً إلهياً إلّا حينما يكون هذا الشخص بعينه معصوماً عن كلّ عيب ممتنعاً عن كلّ قبيح ليكون رضاه وغضبه في حدود الرضا والغضب الإلهيّين.
وفاطمة عليهاالسلام حضيت بتلك المنزلة تدليلاً على عصمتها وطهارتها فضلاً عن حجّيتها ومقامها الإلهيّين.
كما أنّ في الحديث دلالةً كافيةً للزوم ولايتها وطاعتها على الخلق حتّى يحصل بذلك رضاها ويتحقق عدم غضبها عليهاالسلام، فإذا تحقق ذلك أمكن إحراز الرضا الإلهي وتجنّب غضبه تعالى، مما يؤكّد أنّ هذه المواصفات لا تتوفر إلّا لمن تمتّع بمقام الحجّية والتطهير الإلهيّين الملازم لوجوب الطاعة على الخلق.
على أنّه صلىاللهعليهوآله عبّر عن حجّيتها بماهيّة الحجّية في العقل العملي لا بماهيّة الحجّية في العقل النظري التي تبحث في علم المنطق كالأشكال