الأربعة أو في علم أصول الفقه، والسرّ في ذلك أنّ الحجّية في العقل العملي تستلزم الحجّية النظرية دون العكس ومما يدلل على مقام حجّيتها وعصمتها العلمية والعملية.
وبيان ذلك: إنّ خاصية الحجّية النظرية تختلف عن خاصية وماهيّة الحجّية في الحكمة العملية، ففي بحث المنطق تذكر البراهين والأقيسة التي تشير إلى العقل العملي كما أنّ في أصول الفقه تذكر الحجّية هي كاشفة، أي حاكية وموصلة.
أما الحجّية العملية فإنّها تتميز بكون هويّتها وخاصيتها أنها لازم عملي وليس المقصود منه العمل الجارحي وحده بل العمل الجوانحي كذلك، أي الحجّية العملية ترتبط بالصفات العملية في النفس، بل هي ترتقي فوق الصفات العملية ولا تقتصر على الجوانح، بل ترتقي إلى القلب لتشمل الحبّ والبغض، والرضاء والغضب، والتولّي والتبرّيء، فخاصية الحجّية العملية إذَنْ ترتبط بالجانب العملي على مستوى القلب الذي يكون أعلى من الإدراك الساذج البسيط.
ومن ثمّ فإنّ التعبير للحجّية العملية لا يعبّر عنها بتعبيرات الحجّية النظرية، كما في التعبير عنها بالنور واليقين والبيان وغيرها؛ في حين يختلف الأمر عما هو عليه في الحجّية العملية كما في قوله صلىاللهعليهوآله «علي مع