فقد استنجد أبو بكر بالمسلمين لإقالته بيعته وإقراره أنّ سخط فاطمة عليهاالسلام يلغي شرعية نظامه من الأساس.
فإنّ موقف فاطمة عليهاالسلام ترك أثراً مهماً في مجريات الأحداث، إذ دفع بالقيادة إلى الإرتداع ولو مؤقّتاً عن مواقف الإبتزاز التي استعملت مع عليّ عليهالسلام لأخذ البيعة قهراً.
ومن أجل هذا قيل لأبي بكر: يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله، إنّ هذا الأمر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك، إنّه كان هذا لم يقم لله دين. فقال: والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه ما بتُّ العروة ليلة ولي في عنق مسلم بيعة بعدما سمعتُ ورأيتُ من فاطمة.
قال ابن قتيبة: فلم يبايع عليّ كرم الله وجهه حتّى ماتت فاطمة رضي الله عنها (١). مما يعني أنّ القيادة كانت متوجسة من إثارة غضب فاطمة عليهاالسلام بالإصرار على مبايعة عليّ عليهالسلام لهم، فكانت تتحسب لمقام فاطمة عليهاالسلام حسابها، متيقنةً مدى خطورة حجّيتها في حسم الأحداث وتوجيه المواقف إذا هم تمادوا في مضايقة عليّ عليهالسلام والتشديد عليه لأخذ البيعة بعد ذلك.
ولا ننسى ما اتّخذه الخليفة الأول من موقف المهادن طالما دخلتْ فاطمةُ
__________________
(١) الإمامة والسياسة، باب «كيف كانت بيعة عليّ بن أبي طالب» ج ١، ص ١٤.