عليهاالسلام في صلب الأحداث، وتأجيله مطالبتَه لعليّ بالبيعة مادامت فاطمة عليهاالسلام إلى جنبه.
قال عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه (١).
والذي نريد التأكيد عليه: أنّ حجّية فاطمة عليهاالسلام كان لها الأثر الكبير في إثبات حق عليّ عليهالسلام والذي يعني من خلال ذلك إثبات إمامته التي هي فرع النبوّة وكمال الدعوة، ولما كان الحال كذلك فإنّ دعوة النبيّ صلىاللهعليهوآله ورسالته توقّفت على موقف فاطمة عليهاالسلام ودفاعها بما تملكه من حجّية إلهية بقاءً ودواماً.
وهذا الموقف الحاسم للأحداث من قبل فاطمة عليهاالسلام كان بياناً لتعيين مَن يستحقّ الحاكميّة الشرعيّة، وكشفاً لمحاولات تزييف الحقائق؛ إذ بموقفها هذا حُفظ للإسلام وجهه الناصع، واحتفظ التاريخ بوقائع هذه الأحداث.
وكيف كان، فإنّ لموقفها عليهاالسلام دوراً في فضح المخالفات الشرعية والقانونية من أجل التوصل إلى طموحات شخصية، وبالمقابل كان ذلك تعريفاً لحقوق أهل البيت عليهمالسلام المغتصبة؛ إذ بعد هذا الموقف
__________________
(١) المصدر السابق/ ١٦.