وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا)(١) من دون توجيهه إلى الله تعالى، وكانت إجابةُ جبرئيل لها بتذكيره لجواب الله تعالى المتصل ببشارة الملائكة في سورة آل عمران.
وعلى ذلك فيظهر من سورة آل عمران أنّ الوحي الذي حصل لمريم بُعيد الوحي بتوسط الملائكة بالبشارة، هو من الوحي بدون وساطة الرسول الملائكي ولم يكن تكليماً من وراء حجاب، أي أنّه من النمط الأول من أقسام الوحي المشار إليه في سورة الشورى وهو أعلى أنماط الوحي كما يدلّ عليه الترتيب الذكري، وهو لا يحصل في الغالب إلّا للأنبياء المرسلين من طبقة أولي العزم وفي بعض حالاتهم. فهذه منقبة ومقام عظيم يتلوه القرآن الكريم لمريم بنت عمران.
كما أنّ مفاد الوحي لمريم هو إبلاغها بنبوّة عيسى وبعثته بشريعة الإنجيل، فكان تصديقها بكلمات الله وكتبِه بتوسط الوحي الذي حصل لها، لا عبر نبيّ مرسل وهو زكريا عليهالسلام أو يحيي عليهالسلام وقبل تولّد ابنها النبيّ عيسى عليهالسلام، فكانت قد أوكل إليها مسؤولية إبلاغ نبوة عيسى عليهالسلام إلى الملأ من قومها.
وهذا نظير ما ورد في الصديقة الزهراء عليهاالسلام من نزول اللوح
__________________
(١) مريم / ٢٠ ـ ٢١.