الأخضر عليها المتضمن لأسماء الأئمة عليهمالسلام وما ورد من أنّ مصحفها عليهاالسلام متضمّن للوصيّة بالإمامة في ذرّيتها، كما أنها كانت محدَّثة من قبل الملائكة كما كانت مريم مع أنها ليست بنبيّ، وقد روى الصدوق في علل الشرائع عن إسحاق بن جعفر عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال:
«سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول: إنّما سمّيتْ فاطمة عليهاالسلام محدَّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء تناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة، إنّ الله اصطفاكِ وطهّركِ واصطفاكِ على نساء العالمين.
يا فاطمة، اقنتي لربكِ واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدّثهم ويحدّثونها.
قالت لهم ذات ليلة: أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إنّ مريم كانت سيدة نساء عالمها وأنّ الله عزّوجلّ جعلكِ سيّدة نساء عالمكِ وعالمها وسيّدة نساء الأولين والآخرين»(١).
على أنّ مريم أُوحِيَ إليها وكلَّمَتْها الملائكةُ ولم تكن نبيّاً ولا رسولًا، فالتحديث لم يقتصر إذَنْ على نبويّة الموحى إليه، بل يكفي ذلك أن يكون من حجج الله تعالى كما هو الحال في مريم عليهاالسلام، إذ كلَّمَتْها الملائكةُ وحَدَّثَتْها بالبشارة، وقد دلّت مجموعة آيات على تحديثها منها:
__________________
(١) علل الشرايع / ١٨٣.