حاتم : وروي عن علي وابن عمر وأبي هريرة ، وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن ، ومجاهد والشعبي ومحمد بن كعب ، وأبي جعفر محمد بن علي وأبي صالح أنهم قالوا :الذبيح هو إسماعيل عليهالسلام. وحكاه البغوي أيضا عن الربيع بن أنس والكلبي وأبي عمرو بن العلاء.
قلت : وروي عن معاوية (١) ، وجاء عنه : أن رجلا قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم :
يا بن الذبيحين : فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وإليه ذهب عمر بن عبد العزيز ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وكان الحسن البصري يقول :
لا شك في هذا.
وقال محمد بن إسحاق عن بريدة عن سفيان بن فروة الأسلمي ، عن محمد بن كعب : أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام ـ يعني استدلاله بقوله بعد العصمة : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) ـ فقال له عمر : إن هذا الشيء ما كنت أنظر فيه ، وإني لأراه كما قلت.
ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام ، كان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه ، وكان يرى أنه من علمائهم قال : فسأله عمر بن عبد العزيز : أي ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال : إسماعيل والله يا أمير المؤمنين ، وإن اليهود لتعلم بذلك ، ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل الذي ذكره الله منه لصبره لما أمر به ، فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق ، لأن إسحاق أبوهم.
وقد ذكرنا هذه المسألة مستقصاة بأدلتها وآثارها في كتابنا التفسير ، ولله الحمد والمنة.
__________________
(١) هذه الرواية ضعيفة رواها الحاكم في مستدركه (٢ / ٥٥١ / حيدرآباد). من طريق عبد الله بن محمد العتبي حدثنا عبد الله ابن سعيد عن الصنابحي قال : حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق ابني إبراهيم فقال بعضهم الذبيح إسماعيل ، وقال بعضهم : بل إسحاق الذبيح ، فقال معاوية : سقطتم على الخبير ـ كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأتاه الأعرابي فقال : يا رسول الله خلقت البلاد يابسة ، والماء يابسا ، هلك المال وضاع العيال ، فعد علي بما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم ينكر عليه فقلنا : يا أمير المؤمنين وما الذبيحان؟ قال : إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده ، فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله ، فأراد ذبحه ، فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا : أرض ربك وافد ابنك ، قال : ففداه بمائة ناقة ، قال : فهو الذبيح ، وإسماعيل الثاني ـ وسكت عليه الحاكم ، لكن تعقبه الذهبي بقوله : «قلت إسناده واه» وقال الحافظ بن كثير في تفسيره (٤ / ١٨) بعد أن ذكره من هذا الوجه من رواية بن جرير «وهذا حديث غريب جدا» أ. ه.