الأحبار ، أو من صحف أهل الكتاب.
وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب العزيز ولا يفهم هذا من القرآن ، بل المفهوم بل المنطوق بل النص عند التأمل على أنه إسماعيل.
وما أحسن ما استدل به ابن كعب القرظى على أنه إسماعيل وليس بإسحاق من قوله :
(فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) قال فكيف تقع البشارة بإسحاق وأنه سيولد له يعقوب ، ثم يؤمر بذبح اسحاق وهو صغير قبل أن يولد له؟
هذا لا يكون ، لأنه يناقض البشارة المتقدمة. والله أعلم.
وقد اعترض السهيلي على هذا الاستدلال بما حاصله أن قوله : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) جملة تامة ، وقوله : (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) جملة أخرى ليست في حيز البشارة. قال : لأنه لا يجوز من حيث العربية أن يكون مخفوضا إلا أن يعاد معه حرف الجر ، فلا يجوز أن مررت بزيد ومن بعده عمرو ، حتى يقال ومن بعده بعمرو وقال : فقوله : (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) منصوب بفعل مضمر تقديره «ووهبنا لإسحاق يعقوب».
وفي هذا الذي قاله نظر.
ورجح أنه إسحاق ؛ واحتج بقوله : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) قال : وإسماعيل لم يكن عنده وإنما كان في حال صغره هو وأمه بجبل مكة فكيف يبلغ معه السعي؟
وهذا أيضا فيه نظر ، لأنه قد روي أن الخليل كان يذهب في كثير من الأوقات راكبا البراق إلى مكة ، يطلع على ولده وابنه ثم يرجع والله تعالى أعلم.
فمن حكي القول عنه بأنه إسحاق كعب الأحبار. وروي عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود ، ومسروق وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ، وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمير ، وأبي ميسرة وزيد بن أسلم وعبد الله بن شقيق ، والزهري والقاسم وابن أبي بردة ومكحول ، وعثمان بن حضر والسدي والحسن وقتادة ، وأبي الهذيل وابن سابط ، وهو اختيار ابن جرير ، وهذا عجب منه وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس.
ولكن الصحيح عنه ـ وعن أكثر هؤلاء ـ أنه إسماعيل عليهالسلام قال مجاهد وسعيد والشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس : هو إسماعيل عليهالسلام.
وقال ابن جرير : حدثني يونس ؛ أنبأنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن قيس ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس أنه قال : المفدى إسماعيل ، وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود.
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه : هو إسماعيل. وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي