يعقوب ويقال شعيب بن نويب بن عيفا (١) بن مدين بن إبراهيم ، ويقال شعيب بن صيفور بن عيفا ابن ثابت بن مدين بن إبراهيم ، وقيل غير ذلك في نسبه.
قال ابن عساكر : ويقال جدته ، ويقال أمه ، بنت لوط.
وكان ممن آمن بإبراهيم وهاجر معه ودخل معه دمشق.
وعن وهب بن منبه أنه قال : شعيب وملغم ممن آمن بإبراهيم يوم أحرق بالنار ، وهاجرا معه إلى الشام ، فزوجهما بنتي لوط عليهالسلام.
ذكره ابن قتيبة.
وفي هذا كله نظر. والله تعالى أعلم.
وذكر أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة سلمة بن سعد (٢) العنزي : أنه قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأسلم : وانتسب إلى عنزة ، فقال : نعم الحي عنزة ، مبغى (٣) عليهم منصورون رهط شعيب (٤) وأحبار موسى».
فلو صح هذا لدل على أن شعيبا صهر (٥) موسى وأنه من قبيلة من العرب عاربة يقال لهم عنزة ، لا أنهم من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، فإن هؤلاء بعده بدهر طويل. والله أعلم.
وفي حديث أبي ذر الذي في صحيح ابن حبان في ذكر الأنبياء والرسل قال : أربعة من العرب :
«هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر».
وكان بعض السلف يسمي شعيبا خطيب الأنبياء. ويعني لفصاحته وعلو عبارته وبلاغته في دعاية قومه إلى الإيمان برسالته.
وقد روى ابن إسحاق بن بشر عن جويبر ومقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا ذكر شعيبا قال : «ذاك خطيب الأنبياء».
وكان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون المارة ، ويعبدون الأيكة ، وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها.
وكانوا من أسوأ الناس معاملة ؛ يبخسون المكيال والميزان ، ويطففون فيهما ، يأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص.
فبعث الله فيهم رجلا منهم وهو رسول الله شعيب عليهالسلام فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا
__________________
(١) و : غبها.
(٢) و : سعيد.
(٣) و : يبغي.
(٤) م : قوم شعيب.
(٥) م : من موسى.