الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ.)
[٧ / الأعراف : ١٧ ـ ١٩]
وقال تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى * فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى.)
[٢٠ / طه : ١١٦ ـ ١١٩]
وسياق هذه الآيات يقتضي أن خلق حواء كان قبل دخول آدم [إلى](١) الجنة لقوله : (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) وهذا قد صرح به إسحاق بن يسار (٢) وهو ظاهر هذه الآيات.
ولكن حكى السدي عن أبي صالح وأبي مالك ، عن ابن عباس عن مرّة عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة أنهم قالوا : أخرج إبليس من الجنة وأسكن آدم الجنة ، فكان يمشي فيها وحشيا ليس له فيها زوج يسكن إليها ، فنام نومة فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه. فسألها ما (٣) أنت؟ قالت : امرأة. قال : ولم خلقت؟ قالت : لتسكن إليّ ، فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه : ما أسمها يا آدم؟ قال : حواء ، قالوا : ولم كانت حواء؟
قال : لأنها خلقت من شيء حي.
وذكر محمد بن إسحاق عن ابن عباس أنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائم ولأم مكانه لحم.
ومصداق هذا في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ، وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها ، وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً ....) الآية. وفي قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها ، فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ ...) الآية وسنتكلم عليها فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وفي الصحيحين من حديث زائدة ، عن ميسرة الأشجعي ، عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «استوصوا بالنساء خيرا ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في
__________________
(١) م : ما أنت.
(٢) من و.
(٣) م : بشار.