فلما مر بساحور ابتنى له بيتا ، ولدوا به ظلالا ، ثم مر على أورشليم قرية شخيم فنزل قبل القرية ، واشترى مزرعة شخيم بن جمور بمائة نعجة ، فضرب هنالك فسطاطه ، وابتنى ثم مذبحا فسماه «إيل» إله إسرائيل وأمره الله ببنائه ليستعلن له فيه. وهو بيت المقدس اليوم ، الذي جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهماالسلام : وهو مكان الصخرة التي علمها بوضع الدهن عليها قبل ذلك. كما ذكرنا أولا.
وذكر أهل الكتاب هنا قصة «دينا» بنت يعقوب بنت «ليا» وما كان من أمرها مع شخيم بن جمور الذي قهرها على نفسها ، وأدخلها منزله ثم خطبها من أبيها وإخوتها ، فقال إخوتها إلا أن تختتنوا كلكم فنصاهركم وتصاهرونا ، فإنا لا نصاهر قوما غلفا ، فأجابوهم إلى ذلك واختتنوا كلهم. فلما كان اليوم الثالث واشتد وجعهم من ألم الختان ، مال عليهم بنو يعقوب فقتلوهم عن آخرهم ، وقتلوا شخيما وأباه جمور لقبيح ما صنعوا إليهم ، مضافا إلى كفرهم ، وما كانوا يعبدونه من أصنامهم ، فلهذا قتلهم بنو يعقوب وأخذوا أموالهم غنيمة.
ثم حملت راحيل فولدت غلاما هو «بنيامين» إلا أنها جهدت في طلقها به جهدا شديدا وماتت عقيبه ، فدفنها يعقوب في «أفراث». وهي بيت لحم ، وصنع يعقوب على قبرها حجرا ، وهي الحجارة المعروفة بقبر راحيل إلى اليوم. وكان أولاد يعقوب الذكور اثني عشر رجلا .. فمن ليا : روبيل ، وشمعون ، ولاوى ، يهوذا ، وإيساخر ، وزابلون. ومن راحيل : يوسف ، وبنيامين. ومن أمة راحيل : دان ، ونفتالي. ومن أمة ليا : جاد وأشير ، عليهمالسلام.
وجاء يعقوب إلى أبيه إسحاق فأقام عنده بقرية حبرون التي في أرض كنعان حيث كان يسكن إبراهيم. ثم مرض إسحاق ومات عن مائة وثمانين سنة : ودفنه ابناه : العيص ويعقوب مع أبيه إبراهيم الخليل في المغارة التي اشتراها. كما قدمنا.