الله موسى صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما ، قال له صاحبه : كل شاة ولدت على غير لونها فلك ولدها ، فعمد موسى فوضع حبالا (١) على الماء فلما رأت الحبال فزعت فجالت جولة فولدن كلهن بلقا إلا شاة واحدة ، فذهب بأولادهن [كلهن](٢) ذلك العام» وهذا إسناد [جيد](٣) رجاله ثقات ، والله أعلم.
وقد تقدم عن نقل أهل الكتاب عن يعقوب عليهالسلام حين فارق خاله «لابان» أنه أطلق له ما يولد من غنمه بلقا ، ففعل نحو ما ذكر عن موسى عليهالسلام. فالله أعلم.
* * *
[قال الله](٤) : (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ* فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ* وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ* اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ.)
[٢٨ / القصص : ٢٩ ـ ٣٢]
تقدم أن موسى قضى أتم الأجلين وأكملهما ، وقد يؤخذ هذا من قوله : (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ) وعن مجاهد أنه أكمل عشرا وعشرا بعدها.
وقوله : (وَسارَ بِأَهْلِهِ) أي من عند صهره ، زاعما (٥) ـ فيما ذكره غير واحد من المفسرين وغيرهم ـ أنه اشتاق إلى أهله ـ. فقصد زيارتهم ببلاد مصر في صورة مختف. فلما سار بأهله ومعه ولدان منهم وغنم قد استفادها مدة مقامه.
__________________
(١) م : خيالا.
(٢) ليست فى وواثبتها من الحديث في تفسير ابن كثير (٣ / ٣٨٧ / حلبي).
(٣) من و.
(٤) من و.
(٥) و : ذاهبا.