وقال أحمد : حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي ، عن أبي عمار ، عن عبد الله بن فرّوخ ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها ، وفيه تقوم الساعة» (١).
على شرط مسلم.
فأما الحديث الذي رواه ابن عساكر من طريق أبي قاسم البغوي ، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني ، حدثنا سعيد بن ميسرة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هبط آدم وحواء عريانين جميعا ، عليهما ورق الجنة ، فأصابه الحر حتى قعد يبكي ويقول لها : يا حواء قد آذاني الحرّ ، قال فجاءه جبريل بقطن ، وأمرها (٢) أن تغزل وعلمها ، وأمر آدم بالحياكة وعلمه أن ينسج» (٣) وقال :
«وكان آدم لم يجامع امرأته في الجنة ، حتى هبط منها للخطيئة التي أصابتهما بأكلهما من الشجرة» ، قال : «وكان كل واحد منهما ينام على حدة ؛ وينام أحدهما في البطحاء والآخر من ناحية أخرى ، حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله» ، قال : وعلمه كيف يأتيها ، فلما أتاها جاءه جبريل فقال :
كيف وجدت امرأتك؟ قال : صالحة» (٤).
فإنه حديث غريب ورفعه منكر جدا وقد يكون من كلام بعض السلف وسعيد بن ميسرة هذا هو أبو عمران البكري البصري ، قال فيه البخاري منكر الحديث ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات ، وقال ابن عدي مظلم الأمر.
* * *
وقوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
[٢ / البقرة : ٣٧]
قيل هي قوله : (.... رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ).
روي هذا عن مجاهد وسعيد بن جبير وأبي العالية والربيع بن أنس والحسن وقتادة ومحمد بن كعب وخالد بن معدان وعطاء الخراساني وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي ابن الحسن بن أسكاب ، حدثنا علي بن عاصم ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قال آدم عليهالسلام : أرأيت يا رب إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة؟ قال : نعم. فذلك قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ).
__________________
(١) نفس المصدر السابق ..
(٢) في تاريخ ابن عساكر. : وآمر أن تغزل.
(٣) في تاريخ ابن عساكر : وآمر بالنسخ.
(٤) الحديث رواه ابن عساكر في تاريخه (٢ / ٣٥٣ / تهذيب).