وقال إسماعيل بن أبي أويس : اسم الخضر ـ فيما بلغنا والله أعلم ـ المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد. وقال غيره : هو خضرون (١) بن عمياييل بن اليفز بن العيص بن إسحاق ابن إبراهيم الخليل.
ويقال هو أرميا بن حلقيا ، فالله أعلم.
وقيل إنه كان ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر ، وهذا غريب جدا. قال ابن الجوزي :
رواه محمد بن أيوب عن ابن لهيعة ، وهما ضعيفان.
وقيل : إنه ابن مالك وهو أخو إلياس ، قاله السدي كما سيأتي. وقيل إنه كان على مقدمة ذي القرنين. وقيل كان ابن بعض من آمن بإبراهيم الخليل وهاجر معه. وقيل كان نبيا في زمن بشتاسب ابن بهراسب.
قال ابن جرير : والصحيح أنه كان متقدما في زمن أفريدون بن أثفيان حتى أدركه موسى عليهالسلام.
وروى الحافظ ابن عساكر عن سعيد بن المسيب أنه قال : الخضر أمه رومية وأبوه فارسي.
وقد ورد ما يدل على أنه كان من بني إسرائيل في زمان فرعون أيضا. قال أبو زرعة في دلائل النبوة : حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي ، حدثنا الوليد ، حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنه ليلة أسري به وجد رائحة طيبة ، فقال : يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ قال : هذه ريح قبر الماشطة وابنها وزوجها.
وقال : وكان بدء ذلك أن الخضر كان من أشراف بني إسرائيل : وكان ممره براهب في صومعته ، فتطلع عليه الراهب فعلمه الإسلام فلما بلغ الخضر زوجه أبوه أمرأة فعلمها الإسلام ، وأخذ عليها ألا تعلم أحدا ، وكان لا يقرب النساء ثم طلقها. ثم زوجه أبوه بأخرى فعلمها الإسلام ، وأخذ عليها ألا تعلم أحدا ثم طلقها ، فكتمت احداهما وأفشت عليه الأخرى.
فانطلق هاربا حتى أتى جزيرة في البحر ، فأقبل رجلان يحتطبان فرأياه فكتم أحدهما وأفشى عليه الآخر. قال : قد رأيت الخضر قيل ومن رآه معك؟ قال : فلان. فسئل : فكتم. وكان من دينهم أنه من كذب قتل ، فقتل ، وكان قد تزوج الكاتم المرأة الكاتمة. قال فبينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها ، فقالت : تعس فرعون ، فأخبرت أباها ، وكان للمرأة ابنان وزوج ، فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما ، فأبيا ، فقال : إني قاتلكما ، فقالا :
إحسان منك إلينا إن أنت قتلتنا أن تجعلنا في قبر واحد. فجعلهما في قبر واحد ، فقال : وما وجدت ريحا أطيب منهما ، وقد دخلت الجنة.
وقد تقدمت قصة مائلة بنت فرعون ، وهذا المشط في أمر الخضر قد يكون مدرجا من كلام
__________________
(١) و : خضرون.