أبي بن كعب أو عبد الله بن عباس والله أعلم. وقال بعضهم : كنيته أبو العباس ، والأشبه والله أعلم. أن الخضر لقب غلب عليه.
قال البخاري رحمهالله : حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، حدثنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء» (١).
تفرد به البخاري ، وكذلك رواه عبد الرزاق عن معمر به.
ثم قال عبد الرزاق : الفروة : الحشيش الأبيض وما أشبه يعني الهشيم اليابس. وقال الخطابي : وقال أبو عمر : الفروة الأرض البيضاء التي لا نبات فيها. وقال غيره : هو الهشيم اليابس شبهه بالفروة ، ومنه قيل فروة الرأس وهي جلدته بما عليها من شعر ؛ كما قال الراعي :
ولقد ترى الحبشيّ حول بيوتنا |
|
جذلا إذا ما نال يوما مأكلا |
صعلا أصكّ كأنّ فروة رأسه |
|
بذرت فأنبت جانباه فلفلا |
قال الخطابي : ويقال إنما سمي الخضر خضرا لحسنه وإشراق وجهه ، قلت : وهذا لا ينافي ما ثبت في الصحيح ، فإن كان ولا بد من التعليل بأحدهما ، فما ثبت في الصحيح أولى وأقوى ، بل لا يلتفت إلى ما عداه.
وقد روى الحافظ ابن عساكر هذا الحديث أيضا من طريق إسماعيل بن حفص بن عمر الأبلي : حدثنا عثمان وأبو جزي وهمام بن يحيى عن قتادة ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنما سمي الخضر خضرا لأنه صلى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء».
وهذا غريب من هذا الوجه.
وقال قبيصة عن الثوري عن منصور عن مجاهد قال : إنما سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله.
وتقدم أن موسى ويوشع عليهماالسلام لما رجعا يقصان الأثر ، وجداه على طنفسة خضراء على كبد البحر ، وهو مسجى بثوب قد جعل طرفاه من تحت رأسه وقدميه ، فسلم موسى عليهالسلام فكشف عن وجهه فرد ، وقال : أنى بأرضك السلام؟ من أنت؟ قال : أنا موسى. قال :
[نبي](٢) بني إسرائيل؟ قال : نعم. فكان من أمرهما ما قصه الله في كتابه عنهما.
__________________
(١) الحديث رواه البخاري في صحيحه (٦٠ / ٢٧ / ٣٤٠٢ / فتح). ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (٢ / ٨٤ / ٢٣٠٦ / منحه). ورواه أحمد في مسنده (٢ / ٣١٢ ، ٣١٨ / حلبي). ورواه الترمذي (٤٤ / ٣٠١٨).
(٢) من و.