قال ابن عساكر أيضا : أنبأنا أبو القاسم بن إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب ـ هو ابن سفيان الفسوي ـ حدثني محمد بن عبد العزيز ، حدثنا ضمرة (١) عن السري بن يحيى ، عن رباح بن عبيدة ، قال :
رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه ، فقلت في نفسي : إن هذا الرجل حاف ، قال فلما انصرف من الصلاة ـ قلت من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا؟ قال : وهل رأيته يا رباح؟ قلت : نعم ، قال : ما أحسبك إلا رجلا صالحا ، ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل.
قال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي : الرملي مجروح عند العلماء ، وقد قدح أبو الحسين بن المنادي في ضمرة والسري ورباح. ثم أورد من طريق آخر عن عمر بن عبد العزيز ، أنه اجتمع بالخضر ، وضعفها كلها.
وروى ابن عساكر أيضا أنه اجتمع بإبراهيم التيمي وبسفيان بن عيينة وجماعة يطول ذكرهم.
وهذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم. وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جدا لا يقوم بمثلها حجة في الدين ، والحكايات لا يخلو أكثرها عن ضعف الإسناد.
وقصاراها أنها صحيحة إلى من ليس بمعصوم من صحابي أو غيره ، لأنه يجوز عليه الخطأ ، والله أعلم.
وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن أبا سعيد قال : حدثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم حديثا طويلا عن الدجال ، وقال فيما يحدثنا : «يأتي الدجال ـ وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ـ فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خيرهم ، فيقول أشهد أنك أنت الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحديثه ، فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون : لا ، فيقتله ثم يحييه : فيقول حين يحيا :
والله ما كنت أشد بصيرة فيك مني الآن. قال فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه (٢).
قال معمر : بلغني أنه يحمل على حلقة صحيفة من نحاس ، وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه.
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث الزهري به.
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الراوي عن مسلم : الصحيح أن يقال إن هذا الرجل الخضر ، وقول معمر وغيره : بلغني ـ ليس فيه حجة. وقد ورد في بعض ألفاظ
__________________
(١) م : جمره ، محرفة.
(٢) الحديث رواه البخاري في صحيحه (٢٩ / ٩) ، (٧٦ / ٣٠) ، (٩٧ / ٣١). ورواه مسلم (١٥ / ٤٨٥) ومالك في الموطأ (٤٥ / ١٦). وأحمد في المسند (١ / ١٨٣) ، (٢ / ٢٣٧ ، ٣٣٠ ، ٤٨٣) ، (٣ / ٢٠٢ ، ٢٧٧ ، ٣٩٣) ، (٥ / ٨١ ، ٢٠٧ ـ حلبي).