في عشرين بطنا (١). قاله ابن إسحاق وسماهم والله تعالى أعلم. وقيل مائة وعشرين بطنا في كل واحد ذكر وأنثى ، أولهم قابيل وأخته قليما ، وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث.
ثم انتشر الناس بعد ذلك وكثروا ، وامتدوا في الأرض ونموا ؛ كما قال الله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً.)
[٤ / النساء : ١]
وقد ذكر أهل التاريخ أن آدم عليهالسلام لم يمت حتى رأى من ذريته من أولاده وأولاد أولاده أربعمائة ألف (٢) نسمة ، والله أعلم.
وقال تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.)
[٧ / الأعراف : ١٨٩]
الآيات فهذا تنبيه أولا بذكر آدم ، ثم استطرد الى الجنس. وليس المراد بهذا ذكر آدم وحواء ، بل لما جرى ذكر الشخص استطرد إلى الجنس كما في قوله تعالى :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ)
[٢٣ / المؤمنون : ١٢ ، ١٣]
وقال تعالى : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ.)
[٦٧ / الملك : ٥]
ومعلوم أن رجوم الشياطين ليست هي أعيان مصابيح السماء ، وإنما استطرد من شخصها إلى جنسها.
* * *
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا عمر بن إبراهيم ، حدثنا قتادة عن الحسن ، عن سمرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد ، فقال سميه عبد الحارث فإنه يعيش ، فسمته عبد الحارث فعاش ، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره» (٣).
__________________
(١) و : أربعمائة سنة.
(٢) حديث ضعيف.
رواه الترمذي ٤٨ / ٨ / ٣٠٧٧) وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه أحمد في مسنده (١٥ ـ ١ / حلبي). ورواه الحاكم والضياء المقدسي في المختار. ورواه السيوطي في الفتح الكبير (٣ / ٣٢). ورواه الطبري في تاريخ مطولا بالمعنى (١٤٩ / ١٥٠ / ١ / طبعة ليدن). وفيه : عمر بن إبراهيم العبدي ، البصري ، صاحب الهروي ، صدوق ، في حديثه عن قتادة ضعف ، من السابعة قدت س ق. تقريب التهذيب (٢ / ٥١ / ٣٨٥).
(٣) تاريخ الطبري (١ / ١٤٥ / معارف).