معدوما فى الزّمان الثّاني.
وقد يتشكّك عليه فيقال : القول بالإمكان الاستقبالىّ فاسد ؛ لأنّا إذا حكمنا على الموجود فى الحال بأنّه يمكن أن يعدم فى الاستقبال ، فإمّا أنّ إمكان العدم الاستقبالىّ حاصل فى الحال أو أنّه لا يحصل إلاّ فى الاستقبال.
والأوّل محال ؛ لأنّ العدم فى الاستقبال من حيث إنّه فى الاستقبال موقوف على حصول الاستقبال (٩٥) وحصول الاستقبال فى الحال محال ، والموقوف على ما هو محال ، فحصول العدم الاستقبالىّ بما هو عدم استقبالىّ وبما هو متوقف على حضور شرط محال ممتنع الحضور فى الحال. فإذن ، إنّما يمكن حصوله فى الاستقبال ، لا فى المحال.
فإن دوفع : بأنّ هذا الإمكان يؤخذ بالنّسبة إلى الاستقبال. وإنّما امتناع حصوله بهذا الشّرط فى الحال لا بحسب الاستقبال ، دفع : بأنّ النّسبة لا توجد إلاّ بعد وجود المنتسبين ، فالإمكان بالنّسبة إلى الاستقبال ليس يمكن حصوله فى الحال ، بل إنّما عند الاستقبال فقط.
وأمّا الثّاني ، فإنّه يعيد الإمكان الاستقبالىّ إلى الحالىّ ، لأنّ إمكان العدم الاستقبالىّ إذا كان لا يحصل إلاّ عند حصول الاستقبال ، كأن يكون حكما بالإمكان على الشيء بالنّسبة إلى زمانه الحاضر ، فالاستقبال عند حضوره يعود حالا.
ويزاح : بأنّ تصوّر الاستقبال فى الحال معقول. والماهيّة ، لا من حيث هى موجودة أو غير موجودة ، مستندة إلى الوجود الخارجىّ فى الاستقبال ، أو إلى عدمه ، ليست بمتعذّرة التعقّل. والإمكان الاستقبالىّ هو الّذي يلحق ذلك المتصوّر عند ذلك الإسناد.
والنّظر فى أنّ إمكان الوجود أو العدم يحصل فى الحال أو فى الاستقبال ليس نظرا فى الإمكان من حيث هو إمكان ، بل فيه من حيث إنّه صورة فى العقل ، وهو حاصل حين التّعقل من حيث هو صورة عقليّة ومتعلق بالاستقبال بما هو إمكان. وليس يستلزم ذلك محالا. وأمّا أنّ الإمكان نسبة إضافيّة لا تتحقق إلاّ عند المنتسبين