تحقّقه فى الخارج أو الذّهن يستدعى تحقّق الحاشيتين فيه. لكنّ الاتّصاف ليس متحققا فى الخارج حتّى يلزم تحقق الصّفة فيه ، بل هو متحقّق فى الذّهن ، وهو مستلزم لتحقّق الحاشيتين فى الذّهن.
فإذن قد استقرّ أنّ ثبوت شيء لشيء يستلزم ثبوت المثبت له ظرف الاتصاف بخلاف ثبوت الثّابت وإن كانت الأغراض والأوصاف العينيّة بخصوصها بحيث لا يمكن اتصاف شيء منها على أن يستتبع ترتّب الآثار إلاّ بوجودها فى الأعيان وقيامها هناك بالمعروضات.
<٧> عقد وحلّ
كأنّك منجذب بسرّك إلى قول من ينتهز فرصة التّشكيك فيقول : إذا لم تكن الفوقيّة مثلا موجودة فى الأعيان فلم يصدق قولنا : «الفوقيّة ثابتة للسّماء فى الخارج خارجيّة» ، وإلاّ صدق الرّبط الإيجابيّ بانتفاء الموضوع ، فيصدق ، ليست الفوقيّة ثابتة للسماء فى الخارج خارجيّة ، هو مطرد فى أنحاء الوجود والاتصافات. فكيف يصحّ ثبوت شيء لشيء مع عدم حصول الصّفة فى ظرف الاتّصاف.
والّذي يحلّ العقدة هو أنّ الفوقيّة ، مثلا ، لمّا كانت معدومة فى الأعيان لم يصحّ عقد خارجيّة هى موضوعها ، فلذلك صدقت ، ليست الفوقيّة ثابتة للسّماء فى الخارج خارجيّة. وذلك لا ينافى كون السّماء المتحققة فى الأعيان بحيث يصحّ للعقل الحكاية عن حالها فى الأعيان بالفوقيّة المنتزعة منها بحسب ذلك الاعتبار ، إذ هذا أيضا ضرب من ثبوت الصّفة للموصوف فى الأعيان بحسب حال الموصوف فى الأعيان وإن لم يكن من ضروب ثبوت الصّفة للموصوف فى الأعيان بحسب حال الصّفة فى الأعيان ؛ فإنّ الأمرين غير متلازمين ، وليس إذا لم يكن ثبوت الصّفة للموصوف ممّا ينتزع من حال الصّفة فى الأعيان وجب أن يكون أيضا ليس ممّا ينتزع من حال الموصوف فى الأعيان. فإنّما الممتنع حيث لا يوجد الصّفة فى الأعيان هو الاتصاف الانضمامىّ فى الأعيان ، لا غير.