[من الفصل الثّاني]
تأسيسات وتأصيلات فى الحمل
< في التأسيسات أربعة عشر عنوانا >
أوّلا أقول : بالحرىّ أن يؤدّى عنّى إلى جمهور العشيرة فى أكثر فصول هذا الكتاب ما قاله فى قاطيغورياس الشفاء ، صدر مثل هذا الفصل. وهو أنّه : «ربما أوجب استقصاء النّظر عدولا من المشهور». فإذا قرع سمعك ذلك فظنّ خيرا ولا تنقبض بسبب ما لم تألفه ، واعلم : أنّ العاقل لا يحيد عن المشهور ما وجد عنه محيصا.
<١> إخاذة
نسبة المحمول إلى الموضوع إمّا بوجود «فى» أو توسيط «ذو» أو «له» بين «هو هو» ويقال لها الحمل الاشتقاقىّ ، وإمّا بقول «على» ، ويقال لها حمل المواطاة ، أى الاتّحاد بين الشّيئين ب «هو هو» ، وهو يفيد إعطاء الاسم والحدّ. ويشبه أن يكون قول الحمل عليهما باشتراك الاسم دون المعنى ؛ والأخير ، وهو مفاد الهيئة التركيبيّة الحمليّة ، حقيقته اتّحاد المتغايرين فى نحو ما من أنحاء لحاظة العقل بحسب نحو آخر من أنحاء الوجود اتّحادا بالذّات أو بالعرض. وفوق ذلك ذكر سيقرع سمعك إن شاء اللّه العزيز.