الحركة ، بل بحسب الوجود فى أىّ آن فرض من الآنات لا يكون من شأنه أن يوجد فيه حركة أو سكون ، فلا يلزم ثبوت واسطة بين الحركة والسّكون يكون الجسم فى الآن موصوفا بهما.
وأيضا نقول : ليست فى ذلك الآن حركة ، لكون الحركة زمانيّة ، لا دفعيّة ، ولا سكون ، لتحقيق الحركة وإن لم يكن فى الآن ، فالحركة فى الآن أخصّ من اللاّسكون وما يساويه. فانتفاؤها ليس يستلزم انتفاء مساو اللاّسكون لتحقّقه بالحركة ، لا فى الآن ، ويضاهى ذلك من وجه أنّ المتحرك فى البيت ليس هو بساكن ولا بمتحرّك فى السّوق. فإذن ، الآن إن أخذ ظرفا للاتصاف اختير أنّ الاتّصاف فيه بالحركة الواقعة بالزّمان فى الزّمان ، لا فيه. وإن جعل ظرفا لوقوع الحركة أو السّكون. قيل : لا يكون يصحّ أن يقع شيء منهما فيه ، وليس يلزم من ذلك أن يكون الموضوع عروا فيه عن الاتصاف بهما.
<١٤> عقدة وفكّ
وممّا يعتصم به فى عقدة التّشكيك : أنّ المتحرك ما لم يثبت حركته بالوصول إلى المنتهى لم يوجد الحركة بتمامها ، وإذا ثبتت بالوصول بطلت الحركة.
ويحسم : بأنّ ذلك إنّما يستوجب امتناع وجود الحركة فى آن انبتات الحركة ، أى : آن الوصول إلى المنتهى ، بل فى أىّ آن فرض من الآنات ، ويعبّر عنه بالحال. والوجود فى الأعيان أعمّ من ذلك ، فالحركة إنّما توجد فى زمان نهاية آن الوصول. فهناك يتمّ وجودها فى الماضى وليس ينقبض العقل من أن يكون بعض الأشياء بحيث يكون ظرف وجودها الزّمان دون الآن ، فيكون إمّا ماضيا أو مستقبلا ، كما الزّمان نفسه. نعم ، الشّيء الّذي يكون ظرف وجوده الآن إذا لم يوجد فى آن من الآنات لم يكن موصوفا بالوجود فى الواقع.
فإن أزعجك الوهم : أنّه حينئذ لا يكون الحركة متصفة بالوجود العينىّ قبل الوصول ، لعدم إثباتها بعد ولا حاله ، وإلاّ لانطبقت على شيء لا يقبل