الانقسام من المسافة.
ازيح : بأنّه إن عني بقبل الوصول آن قبله فالتّرديد غير حاصر ، وإن عني ما يعمّه وزمانا اختير أنّها متصفة بالوجود العينىّ فى آن زمان هو قبل آن الوصول نهايته ذلك ، فهى توجد بنفسها فى ذلك الزّمان الشّخصىّ وبطرفها فى تلك النّهاية.
<١٥> تشكيك وتحقيق
وقد يقال : الحركة لا بدّ أن يكون لها وجود فى الحاضر وإلاّ لم يكن ماضيه ولا مستقبله ؛ لأنّ الماضى هو الّذي كان موجودا فى زمان حاضر ، والمستقبل هو الّذي يترقّب صيرورته كذلك. وما يمتنع حضوره لا يصير ماضيا ولا يكون مستقبلا. ثمّ ذلك الحاضر غير منقسم ، وإلاّ لكان بعض أجزائه قبل البعض. فعند حضور أحد النّصفين لا يكون النّصف الآخر موجودا قد يكون ما قد فرض حاضرا حاضرا ، وهو خلف.
فإذن ، الجزء الحاضر من الحركة غير منقسم ، وعند فنائه يحصل جزء آخر غير منقسم. فالحركة مركّبة من امور ، كلّ واحد منها غير قابل للقسمة ، والمقطوعات بها من المسافة أيضا أجزاء غير متجزّئة هى الجواهر الأفراد.
وهذا من تشكيكات زينون ، ومثير فتنة التّشكيك ممّن يكرّر اعتصامه به. ومن حقق الأمر يقول : الحركة لا وجود لها إلاّ فى الماضى أو فى المستقبل. وأمّا الحال فهو نهاية الماضى وبداية المستقبل وليس بزمان ، وما ليس بزمان لا يكون فيه حركة ؛ لأنّ كلّ حركة فإنّها تكون فى زمان. وكذلك سائر الفصول المشتركة للمقادير الاخر ليست بأجزاء لها ، بل هى موجودات مغايرة لما هى حدوده بالنّوع ؛ إذ لو كانت الفصول المشتركة أجزاء المقادير (٢٥٥) الّتي هى فصولها لكانت القسمة إلى قسمين : قسمة إلى ثلاثة أقسام ، والقسمة إلى ثلاثة أقسام ، قسمة إلى خمسة أقسام ، وذلك خلف.
فإذن ، الحاضر ليس بحركة. ولا يسوغ أن يقال : إنّ الماضى من الحركة هو