الواقع واجتماعا فى وعاء الدّهر؟
فكما الوجود زمانىّ ودهرىّ وكلّ منهما وجود بالفعل ، فكذلك الاجتماع زمانىّ ودهرىّ ، وكلّ منهما اجتماع فى الوجود بالفعل وحكم البراهين على الاجتماع فى الوجود بالفعل ، لا على نحو ما من أنحاء الاجتماع فى الوجود بالفعل بخصوصه. فإذن ، قد انفصم ما كان استمساكهم به وانقضّ ما كان تعويلهم عليه. والحمد للّه ربّ العالمين.
<٣٥> تتمّة تسجيليّة
ألا تظننّ بما اختطفت ، من انتهاض البراهين وانسحاب حكمها باستحالة اللاّنهاية على تمادى الزّمان والزّمانيّات فى جانب الأزل ، لا إلى أوّل بالفعل أنّه مختصّ بما لو سلك سبيل الحق وقيل بوجود الزّمان الممتدّ والحركة المتصلة الّتي هى محلّه فى الأعيان.
أليس قد تحقق فى الفلسفة : أنّ المقدار المتصل المرتسم بتمام هويّته الاتصاليّة فى المدارك الخياليّة والوهميّة والنّفوس المنطبعة والمدارك الجسمانيّة يمتنع أن يكون غير متناهى الامتداد ، كما المقدار الموجود فى الأعيان من غير فرق ، وأنّ مقتضى براهين امتناع اللاّنهاية غير مختلف فيهما. وكذلك الصّور الإدراكيّة المترتّبة المنطبعة فى الذّهن على سبيل الاجتماع يستحيل فيها اللاّنهاية بالفعل ، كما فى المترتّبات الموجودة فى الأعيان معا.
وبالجملة ، لا اختصاص لاستحالة اللاّنهاية بالفعل بأحد الوجودين مهما حصل استجماع وصفى التّرتّب والاجتماع. وسواء فى ذلك الكم المتصل والكم المنفصل أو معروضه. فلذلك قالوا : إذا توقّف شيء ما على حصول امور مترتبة غير متناهية معا فى الذّهن كان ممتنعا ، لتوقّفه على ما هو ممتنع بالذّات. وجواز التّسلسل فى الاعتباريّات العقليّة ، معناه : أنّه ليس يتصوّر هناك لانقطاع السّلسلة بانقطاع لحاظ العقل بتّة ، لا أنّه ممكن الحصول فى ملحوظات العقل على سبيل