متقابلتين ، يرى في الاولى مريضا يصرخ ويتلوى من الألم مع أنّ حروقه بسيطة وخفيفة المظهر ، ويعزى سبب ذلك إلى سلامة النهايات الحسية العصبية الموجودة في الجلد وعدم تلفها ، الأمر الذي يجعله في قمة الألم والانزعاج.
وفي الثانية يرى مريضا وقد اصيب بحروق شديدة ومسودة ، لكنه هادىء ساكت لا يبدو منه ما يثير الهيجان أو الانفعال بعكس الأول ، وما ذلك إلّا نتيجة تلف النهايات العصبية الحسية جراء الحرق الحاصل ، مما جعل الحرق عديم الألم لا يصحبه صراخ أو استغاثة المريض بالرغم من حالته السيئة.
وهنا تتجلى المعجزة الربانية من تبديل الجلد بعد نضوجه واحتراقه ، لكون الجلد المحترق عديم الألم والاحساس ، بينما الجلد الجديد السليم أكثر ألما وأشد مرارة قياسا بسائر أعضاء الجسم الاخرى عند ما يعرض على النار مرة ثانية.
* * *