وإنّ من نتائج ذلك تصدع المجتمع ، وانهيار بنيانه ، حيث تموت فيه دواعي العمل للحاضر والمستقبل من خلال تلك العاطفة الأبوية ، التي تلح على الكائن الحي أن يعمل من أجل صغاره ، الذين يرى فيهم وجوده .. فكيف بالانسان وما خلق الله تعالى فيه من عقل وإرادة؟
من أجل هذا كان ذلك التشريع الاسلامي ، الذي يحمي به مجتمع المسلمين من الانهيار ، والانحدار إلى عالم دون عالم الحيوان ، حيث أنّ كثيرا من الحيوانات يقوم اتصال الذكر فيها بالانثى على حماية انثاه من أن يتصل بها غيره من جنسه.
وفي هذا يقول الله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١).
وهذه الآية خاصة بغير المحصنين ، أما المحصنون فقد جاء الحكم برجمهم بقول الرسول الكريم (ص) ، وبعمله .. إذ أنّ غير المحصن أكثر تعرضا للوقوع في هذه الفاحشة ، وأكثر جرأة عليها ، وإتيانها على هذا الاسلوب العلني الذي يراه الناس فيه رأي العين!!.
أما المحصن ، وهو المتزوج ، فإنه لا تتحكم فيه الشهوة تحكمها في غير المحصن ، كما أنه يجد من الحياء ما يرده عن المعالنة بهذا المنكر على رؤوس الأشهاد ..
وقد اتخذ المفترون على الاسلام ما قررته شريعته من الجلد ، والرجم ، مع الفضح والتشهير لمرتكبي هذه الجريمة .. اتخذوا من ذلك بابا واسعا يدخلون منه للطعن على الاسلام ، وعلى فقدان الجانب الانساني فيه .. إذ كيف يبلغ به أن يجلد الانسان كما يجلد الحيوان ، ثم لا يكتفي بهذا بل يمثل به هذا التمثيل ، فيدعو الناس إلى مشاهدته وهو يتلوى تحت سياط العذاب؟
أما عملية الرجم ، فهي عملية أشد بشاعة ، وأنكر نكرا من كل ألوان العقاب
__________________
(١) سورة النور : الآية ٢.