٢ ـ احتواء المجاري التنفسية على الماء الحاوي على ذرات رملية أو حشائش أو نباتات مجهرية مما يوجد عادة في الماء الذي غرق فيه الشخص.
٣ ـ اتساع الرئتين وزيادة وزنهما ، بسبب امتلائهما بالماء.
٤ ـ احتواء المعدة على كمية من الماء غير الممزوج بالطعام الذي يماثل في صفاته الماء الذي غرقت فيه الجثة.
٥ ـ احتواء الأجواف القلبية على دم أسود شديد الميوعة خال من الخثرات ، وفاقد لخاصته الصمغية ، فلا يلتصق باليدين ، وتنتج هذه التغيّرات من ترقق الدم بالماء المتسرب إليه من الرئتين.
٦ ـ وجود رمال أو حشائش في قبضة كل من يدي الغريق ، أو عالقة تحت أظافره.
والآن ، نعود إلى الاله الغريق ، ونرى ما آل إليه مصيره الأسود بعد الغرق ، فقد نبذه الله إلى ساحل البحر ، وألقاه على الرمال جثة هامدة لكي يراه القوي والضعيف ، والمؤمن والكافر ، فيتعضون به وبمصيره ، ويروا رأي العين نهاية ذلك الطاغية (الصغير) الذي كان يدّعي الالوهية والخلود.
فها هو (فرعون) جسد جامد بلا حراك تذروه الرياح ، وتحرقه الشمس ، وقد بدت عليه ـ بوضوح ـ علامات الخوف والرعب ، فوضعت بذلك حدّا قاطعا لكل الادعاءات والأباطيل الفرعونية ، وأصبحت الهيبة والهالة الزائفة جسدا غريقا مرميا على الرمال ، لا يسمع ولا يجيب. فصار عبرة للخلف الباقي ليتعظ ويستفيد منها. وكيف أن إله الأمس أصبح صخرة جامدة ينظر إليها كل غاد ورائح؟! وأنّ (فرعون) لم يحلّق إلى السماء ، ولم يكن في سفر طويل أو مهمة إلهية. وبهذا قطع الطريق على آيّ محاولة أو ادعاء أو إشاعة تنادي بخلود (فرعون) أو وجوده حيّا.
كانت جثة (فرعون) الممدّدة على الرمال تبدو عليها علامات الغرق ، والعلامات الدالة على وجودها بالماء.