سيولّد بلا شك طفلا مؤمنا صالحا مستقيم السيرة ، قوي العقيدة ، لا تؤثر فيه الصدمات النفسية ، أو التيارات الفكرية.
وطبعا ، فإنّ مجتمعا كهذا سيكون مجتمعا فاضلا تسوده المحبة والإخاء والصداقة والوفاء ، وتتجلى فيه السعادة الإجتماعية بأبهى وأحلى صورها ، وتجري فيه الحياة بلا تكلف ولا عقد نفسية أو إضطرابات عقلية.
كيف لا؟ والأخلاق الدينية الإسلامية منحته من روحها وحلاوتها أحلى القيم الرشيدة ، وفق المسار الصحيح والطريق القويم ، والنضج الفكري المثالي الذي يبلور روح الفضيلة لدى الفرد والاسرة والمجتمع.
مجتمع بهذا البناء الروحي القوي يخلق ـ حتما ـ جيلا من الأطفال ذا قوة جسدية وروحية عالية ، تجعله في مناعة من المؤثرات الخارجية ، أو تمنع هذه المؤثرات من أن تكون ذات أثر حاد يعجل في سقوط الطفل في خضم المشاكل العاطفية والنفسية والخوف المنتظر.
وقد تجعل من ذلك الأثر الموجود عند الأطفال شيئا مؤقتا ، وليس حالة دائمة. وهذا ما يحدو بالأطفال إلى أن ينظروا إلى المستقبل نظرة أمل واشراق واستبشار وتفاؤل. على العكس من زملائهم الذين ينشأون في مجتمعات واسر غير ملتزمة دينيا ، لا تعرف الجانب التربوي والأخلاقي العظيم الذي جاء به الدين الحنيف.
فمثل اولئك الأطفال تكثر فيهم وتنمو عندهم عقد الخوف والقلق والتشاؤم من المجهول ، وتظهر عليهم الإضطرابات النفسية بصورة مبكرة ، ممّا يحول حياتهم إلى بؤس ومرارة تتخللها الهزات العنيفة بأعلى مراحلها وحدودها. وأخيرا تهيء لهم عوامل السقوط والانحدار نحو جحيم الحياة المضطربة.
٨ ـ العامل الاسروي : يعتبر من العوامل المؤثرة في تغيّر سلوك وأخلاق ونوازع الأطفال ، وهو ذو أثر مصيري في تقرير مستقبلهم النفسي. خصوصا في الأعوام الاولى خلال مراحل النمو. فعند ما يبدأ الطفل يعي ويدرك ما حوله ، ويشاهد