فإن قلت : لم قال : " أذن واعية" ، على التوحيد والتنكير؟
قلت : للإيذان بأن الوعاة فيهم قلّة ، ولتوبيخ الناس بقلّة من يعي منهم.
وقرأت على شيخنا أبي البقاء العكبري اللغوي لابن كثير من رواية نظيف ، عن قنبل عنه ، [ومن](١) طريق النهرواني ، عن ابن بلال الكوفي ، عن ابن فرح ، عن البزي عنه : [" وتعيها"](٢) بسكون العين للتخفيف (٣) ، كما في" أرنا" ، وفي قولهم : كبد وعضد.
(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ)(١٨)
قوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) عامة القرّاء قرؤوا : " نفخة واحدة" بالرفع ، على ما لم يسمّ فاعله.
وقرأ أبو [السّمّال](٤) : " نفخة" بالنصب (٥) ، أقام الجار والمجرور مقام ما لم يسمّ فاعله.
__________________
(١) في الأصل : من. والمثبت من ب.
(٢) في الأصل : تعيها. والتصويب من ب.
(٣) انظر : الحجة للفارسي (٤ / ٦٠) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٢٢) ، والسبعة (ص : ٦٤٨).
(٤) في الأصل : السماك. والتصويب من ب.
(٥) انظر هذه القراءة في : البحر (٨ / ٣١٧) ، والدر المصون (٦ / ٣٦٣).