عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدثنا البخاري ، حدثنا إبراهيم [بن](١) موسى ، حدثنا هشام ، عن ابن جريج ، وقال عطاء : عن ابن عباس : «صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ؛ أما ودّ فكانت لكلب بدومة الجندل ، وأما سواع فكانت لهذيل ، وأما يغوث فكانت لمراد ، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ ، وأما يعوق فكانت [لهمدان](٢) ، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع (٣) ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت» (٤). انفرد بإخراجه البخاري.
قال الزجاج (٥) : " يغوث ويعوق" لا ينصرفان ؛ لأنهما في وزن الفعل ، وهما معرفتان.
وقرأ الأعمش : " يغوثا ويعوقا" بالصرف (٦).
قال الزمخشري (٧) : هذه قراءة مشكلة ؛ لأنهما [إن](٨) كانا عربيين أو عجميين
__________________
(١) زيادة من ب ، والصحيح.
(٢) في الأصل : لهمذان. والمثبت من ب ، والصحيح.
(٣) في الأصل وب زيادة قوله : ونسرا ، وهي غير موجودة في الصحيح.
(٤) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٧٣ ح ٤٦٣٦).
(٥) معاني الزجاج (٥ / ٢٣١).
(٦) انظر : إتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٢٥) ، والكشاف (٤ / ٦٢٢).
(٧) الكشاف (٤ / ٦٢٢).
(٨) زيادة من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.