وقال مجاهد : لا تضعف عن الخير أن تستكثر منه (١).
وقرأ الحسن : " تستكثر" بالسكون.
قال الزمخشري (٢) : وفيه ثلاثة أوجه : الإبدال من" تمنن". كأنه قيل : [ولا](٣) تمنن لا تستكثر ؛ على أنه من المنّ في قوله عزوجل : (ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً) ؛ لأن من شأن المنّان بما يعطي أن يستكثره ، أي : يراه كثيرا ويعتدّ به ، وأن يشبّه [ثرو](٤) بعضد ، فيسكّن تخفيفا ، وأن يعتبر حال الوقف.
وقرأ الأعمش بالنصب بإضمار" أن" كقوله :
ألا [أيّهذا](٥) الزاجري أحضر الوغى |
|
..........(٦) |
ويؤيده قراءة ابن مسعود : " ولا تمنن أن تستكثر" (٧).
ويجوز في الرفع أن تحذف" أن" ويبطل عملها ، كما روي : أحضر الوغى.
قوله تعالى : (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) أي : لأجل ربك ، أو لثواب ربك ، فاصبر على أذى المشركين ، والقيام بأعباء الرسالة ، وكل ما شرع لك الصبر عليه.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٩ / ١٤٩). وذكره الماوردي (٦ / ١٣٨) ، والسيوطي في الدر (٨ / ٣٢٧) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) الكشاف (٤ / ٦٤٨).
(٣) في الأصل : لا. والتصويب من ب.
(٤) زيادة من الكشاف (٤ / ٦٤٨).
(٥) في الأصل : أيها. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٦) تقدم.
(٧) انظر هذه القراءة في : البحر (٨ / ٣٦٤) ، والدر المصون (٦ / ٤١٢).