وجوههم ، وسرورا في قلوبهم.
وهذا يدل على المجاز الأول في وصف اليوم بالعبوس.
(وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا) على طاعة الله وعن معصيته.
وقيل : [وجزاهم](١) بصبرهم على الإيثار وما يؤدي إليه من الجوع والعري (جَنَّةً) فيها مأكل هني (وَحَرِيراً) فيه ملبس بهي.
(مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (١٣) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (١٤) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (١٥) قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (١٦) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (١٧) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (١٨) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (١٩) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)(٢٢)
قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) مذكور في الكهف (٢).
قال الزجاج (٣) : والنصب في"(مُتَّكِئِينَ)" على الحال ، أي : جزاهم جنة في حال
__________________
(١) في الأصل : جزاهم. والمثبت من ب.
(٢) عند الآية رقم : ٣١.
(٣) معاني الزجاج (٥ / ٢٥٩).