وروى الشعبي عن دغفل الشيباني (١) ، عن علماء حمير قالوا : لما هلك شداد بن عاد ومن معه من الصيحة ، ملك من بعده ابنه مرثد بن شداد ، وقد كان أبوه خلّفه بحضر موت على ملكه وسلطانه ، فأمر بحمل أبيه من تلك المفازة إلى حضر موت ، فحمل [مطليا](٢) بالعنبر والكافور ، وأمر [بدفنه](٣) فحفرت له حفيرة في مغارة ، فاستودعه فيها على سرير من ذهب ، وألقى عليه سبعين حلة منسوجة بقضبان الذهب ، ووضع عند رأسه لوحا عظيما من ذهب وكتب فيه :
اعتبر بي أيّها ال |
|
مغرور بالعمر المديد |
أنا شدّاد بن عاد |
|
صاحب الحصن العميد |
وأخو القوة والبأ |
|
ساء والملك الحشيد |
دان أهل الأرض لي |
|
من خوف وعدي ووعيدي |
وملكت الشرق وال |
|
غرب بسلطان شديد |
وبفضل الملك وال |
|
عدّة فيه والعديد |
فأتى هود وكنا |
|
في ضلال قبل هود |
فدعانا لو قبلناه |
|
إلى الأمر الرشيد |
__________________
(١) دغفل بن حنظلة بن زيد بن عبدة بن عبد الله بن ربيعة السدوسي النسابة الشيباني الذهلي ، مخضرم له صحبة ، نزل البصرة وغرق بفارس في قتال الخوارج قبل سنة ستين (تهذيب التهذيب ٣ / ١٨٢ ، والتقريب ص : ٢٠١).
(٢) في الأصل : مطيا. والتصويب من ب.
(٣) زيادة من زاد المسير (٩ / ١١٦).